عاجل
السبت 12 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
شعبية بورسعيد.. والحفاظ على بلدنا 

همس الكلمات

شعبية بورسعيد.. والحفاظ على بلدنا 

ما أحوجنا أن نتذكر جميعا في ذلك الوقت، من وقفوا صامدين في وجه العدو وضربوا أروع الأمثلة أمام العالم في الحفاظ على أراضي الوطن، إنهم أبناء بورسعيد الذين نجحوا في التصدي للعدوان الثلاثي عام 1956. وكتبوا اسم بورسعيد في سجل التاريخ المصري والتاريخ العالمي. 



 

ولماذا من الضروري أن نتذكر في احتفالاتنا بالذكرى الثامنة والستين للعيد القومي لمحافظة بورسعيد، بطولات أبنائنا سواء من جنودنا خير أجناد الأرض أو أبناء المقاومة الشعبية والسرية بصورة خاصة؟، والرد ببساطة.. لأن بلادنا تواجه بخلاف التوترات والأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها على الدولة من الخارج و الداخل، هناك حرب شرسة من نوع حديث ليس بالدبابات أو غيرها من أسلحة الحروب المعروفة ولكنها حروب الجيل الرابع، وهي حرب إطلاق الشائعات من خلال وسائل السوشيال الميديا المختلفة، والتي تستهدف التأثير على عقل المواطن،  ولا تستهدف سوى إثارة القلائل داخل الدولة وانعدام الثقة في النظام الداخلي والعمل على زعزعة أمنه واستقراره.

 

ولذا أصبح من الضروري أن نهتم دائما ولا ننسى البطولات والتضحيات المقدمة للحفاظ على كل شبر من الوطن ومنهم أبناء بورسعيد الذين كتبوا بتضحياتهم ودمائهم سجلًا مشرفًا من البطولة والنصر.

 

وأعجبنى كثيرا توجه اللواء أ ح . محب حبشي، محافظ بورسعيد، التي يجب أن تكون توجه كل فى موقعه، وهو العمل على  التعاون جميعا  لحل المشكلات الحقيقية التي تمس المواطن، حتى لا يقع فريسة للأفكار الهدامة من جانب أعداء البلاد وخفافيش الظلام.

 

والتأكيد على كل القضايا التي تشغل المواطن وموقف تنفيذ المشروعات في كل قطاعات مناحي الحياة، وتحقيق  مزيد من التطوير والتنمية.

 

ولأن بطولات أبناء المقاومة الشعبية والسرية البورسعيدية كثيرة جدا ولا يمكن حصرها، نذكر بعض الأمثلة لتظل في الأذهان وعبرة لأبنائنا.. مع التذكر دائما، أن البطل الحقيقي،  هو شعب بورسعيد، الذي قدم آلاف الشهداء والبيوت والممتلكات التي دمرت على مدى 45 يوماً في ظل الاحتلال.

 

 ومن قصص البطولات، ضرب المقاومة مع جنودنا، ملجأ الدبابات البريطاني المعسكرة في الشريط الساحلي، وذلك بالاشتراك مع ضباط الصاعقة المصرية بقيادة اليوزباشي "جلال الهريدي"، أطال الله فى عمره، وقام بها من الصاعقة الملازمون: إبراهيم الرفاعي ونبيل الوقاد ومحمد أحمد الجيار ومحمد أحمد وهبى وعبدالعزيز منتصر وطاهر الأسمر ومدحت الدربي وسيد حسانين حطبة وعصام حسن إبراهيم وعبدالمجيد إدريس وعبدالجواد حسني ومحمد حسن عبدالحميد وفاروق الرفاعي ومحمد على عبدالفتاح ومدحت يوسف وحسن محمد السيد.

وغيرها من العمليات البطولية التي قام بها محمد عبدالرحمن حمدالله وطاهر مسعد وحسن عثمان وأحمد هلال ومحمد إبراهيم سليمان وعلي زنجير ويوزباشي شرطة متطوع عز الدين الأمير والسيد محمد عسران وحامد الألفي ومحمد مهران.. وغيرهم  من الأسماء المحفورة في قلوبنا جميعا. 

 

ولا بد أن نذكر أن النصر والاحتفال جاء بعد مواقف عديدة وصعبة، فرغم ضرب القوات البريطانية محافظة   بورسعيد وأهلها بالنابلم، تحديدا في ٥ نوفمبر 195  كان الفدائيون يبيدون كتيبة مظلات بالسلاح الأبيض،  في صباح اليوم التالي 6 نوفمبر، حينما سقطت كتيبة مظلات قوامها 250 ضابطا وجنديا بمنطقة الجميل، وتعامل الأهالي معها بالسلاح والسلاح الأبيض حتى أبيدت بالكامل بعد أن قاومت المقاومة الشعبية المدعومة من الجيش ببسالة منقطعة النظير.

 

وأمام المقاومة الشرسة والصمود من أهالي بورسعيد وتكبيد العدو خسائر فادحة، لم تجد بريطانيا وفرنسا سبيلا سوى قبول الإنذار الروسي والضغوط الدولية بوقف عدوانهما على مصر وبورسعيد.

وأُنزل العلم البريطاني من فوق هيئة قناة السويس ببورسعيد، وانسحبت القوات المعادية من بورسعيد، في 22 ديسمبر، وفي اليوم التالي، 23 ديسمبر، تسلمت السلطات المصرية، مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس، وهو تاريخ اتخذته المدينة عيدا قوميا لها، "عيد النصر".

 

وبطبيعة الحال مع الاحتفال  العام الحالي، كانت هناك العديد من المظاهر المهمة منها، وكانت  أولى مظاهر الاحتفال بالعيد القومي الـ68 للمحافظة، هو وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول في ميدان الشهداء بحي الشرق من خلال  اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد، واللواء تامر السمري مساعد وزير الداخلية مدير أمن بورسعيد والعميد مروان محمد قائد الفرقة 18، وعزف الموسيقى العسكرية سلام الشهيد.

كما شدني ما قامت به الإذاعة المحلية بالمحافظة، حيث أذاعت في نفس وقت وضع إكليل الزهور، عددا من الأغاني الوطنية، مع وجود مجموعة من الشباب وطلاب المدارس حاملين أعلام مصر بمحيط الميدان.

وكان من الضروري تقديم  شكر خاص في تلك المناسبة العظيمة لأبطال وأسر شهداء المقاومة الشعبية خاصة، الذين كتبوا اسم بورسعيد في سجل التاريخ المصري والتاريخ العالمي، وكانوا سببًا في جعل اسم بورسعيد يذكر في كل دول العالم.

 

وكما عجبتني كثيرا كلمة ألقاها اللواء محب حبشي، داخل مسجد العباسي عقب صلاة ظهر الجمعة الماضية، حيث أوصى المواطنين بالحفاظ على مصر، وأنها الشمعة التي لا تزال مضيئة بالمنطقة، وأنه في يوم 24 أوصى الأقباط بالكنيسة، وفي يوم الجمعة يوصي المسلمين بالمسجد.

 

ألستم تتفقون معي، أن علينا أن نجعل تلك البطولات والتضحيات، بمثابة قوى محفزة لنا جميعا للدفاع عن بلادنا الغالية، ومواجهة أية مخططات تستهدف أمننا القومي، ونتفرغ للعمل واستكمال خطة النماء والتقدم من أجل أولادنا في الحاضر والمستقبل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز